قالت حبيبي عليّ لا تغار
لا من قريبٍ ولا من جار
ولا من بعيدٍ عن الدار
لا من شابٍ ولا من ختيار
ولا من الصناع أو التجار
لا من المتحاذقين الشطار
ولا من أصحاب الأفكار
لا من الصائعين الأشرار
ولا من الطيبين الأخيار
فأنا أحسن الإختيار
وقد قبلت منك الإنذار
فاقبل مني الإعتذار
ولا تراقبني بمنظار
فأنا ابنة بطل مغوار
قاتل وحارب الفجار
وأذاق الويل للإستعمار
حبيبتي حق لكِ الإفتخار
لكنني عليكِ أغار
من قريب يسرق الأنظار
أو بعيد يشد اليكِ الأسفار
من داخلٍ أوخارجٍ للدار
نعم حبيبتي عليكِ أغار
من الأرض إن ثار الغبار
من المروج والأشجار
من الورود والأزهار
من العصافير والأطيار
نعم حبيبتي عليكِ أغار
من الليل ومن النهار
من الظلمات والأنوار
من النجوم والأقمار
من الغيوم إن بللتكِ بأمطار
من الضباب إن حجب الأنظار
إن أصابكِ سوءٌ أصابني انهيار
وجئت أليكِ أقطع القفار
سيرا أو راكبا حمار
بسيارةٍ أو على قطار
أو بطائرة وأنا الطيار
سباحةً أعبر الأنهار
وبسفينةٍ أقطع البحار
لأكون قربكِ نعم الجار
من يلومني إن غرت عليكِ
بعد أن التقينا وقبلت يديكِ
ولامستُ وجهكِ وخديكِ
وقبلتي أناملي بشفتيكِ
أبعد هذا لا أغار عليكِ
قرأت اسمكِ على الأوراق
ودخلتِ قلبي بسرعة البراق
حطمتِ الباب و المغلاق
أحببتكِ بلا كذبٍ ولا نفاق
أنتِ ماءٌ سلسبيل رقراق
من نبعٍ عذبٍ ماؤه دفاق
أنتِ الشجر وغيركِ الأوراق
أنتِ الصبح بداية الإشراق
ونسمةٌ عذبةٌ لمن صدره ضاق
أحن إليكِ كثيراً وأشتاق
إن تخاصمنا بتنا على احتراق
ودموعنا تنهمر من المآق
وإن تصالحنا انتظرنا يوم التلاق
وأرسلَ كلٌ منّا لحبيبه أشواق
وإن تلاقينا كنّا على اتفاق
ما حضنتكِ ما حصل التصاق
سوى مداعبةً من أصابعي للساق
قبلنا الأياديَ ولامسنا الأعناق
والوقت يجرى بسرعة البراق
والشمس قد غربت قبل الاشراق
وحانت ساعة البعد والفراق
وعدنا نرتقب يوم التلاق
يا ابنة السلطان عليكِ أغار
لا من الصالحين الأخيار
بل من الأشقياء الفجار
أنتِ حوريتي صدتك من البحار
وأحمل بقلبي عنكِ تذكار
سأكتب لأجلكِ أجمل الأشعار
وما أنا بجبران ولا نذار
ولا شاع اسمي بالأمصار
أنا عاشقا والعاشق يغار
فابقي معي لنكمل المشوار
الغيرة من شيم الأحرار
فالحبيبة في القلب لا تنهار
وعلى الصدر اختارت الانصهار
فلا تخف عليها فهي بين الأطهار
حراسها لا ينامون وبهم الافتخار
بغيرة الأتقياء وعزة الأخيار
بنت السلطان هي ولا من تكرار
سعيدة بعيون الأحباب التي تغار
وقلبها عاشق لكل أمير جبار
وعينها لا تعرف إلا الخير لكل جار
فنم قرير العين فراعيها هو الغفار
حامي الإنس من الطغاة والفجار
أحلامها تطير في سماء الاستقرار
ترفع اكف الدراعة للواحد القهار
ان تنعم بالنقاء وحسن الاختيار
الغيرة من شيم الأحرار
فالحبيبة في القلب لا تنهار
وعلى الصدر اختارت الانصهار
فلا تخف عليها فهي بين الأطهار
حراسها لا ينامون وبهم الافتخار
بغيرة الأتقياء وعزة الأخيار
إبقي صامدة بوجه الاعصار
ولا تأبهي لما جرى وصار
واسألي الله ربنا الغفار
أن يحفظنا من الاشرار
ابنة السلطان
أدمنت فصول الخريف
ومنظر الأشجار وهي تخلع ثوب الشتاء
وتنتظر هنا أو هناك
في انتظار سيد العطاء
وتمضي الحياة
بين ميناءٍ وسفر
كم عاست ترسم في خيالات لقاء
بسيد لايشبه أياً من الذكور
سيد هو الأمان
هو الحنان
هو الروح
بسيد ذابَ فيها وانصهر
واتى على حين غفلة من الأحلام
وكان المُنى
كان الأمل
كان الرجال وكل الرجال
ورغم ذلك
لا تعلم لما قلبها عند ذكراهُ ينقبض
اهو الخوف عليه
ام الغيرة المجنونة فيها
أم من زمان قد ..
لا يهم
لايهم كل ذلك
طالما روحها عرفت أين الملاذ وأين المستقر
اعتذر لتأخري في الرد اخي ابو الجود على هذه القصيدة الرائعة التي تعبر عن حب صامد وثوري وغيرة كبيرة لكل من نكن له احتراما ابديا وحبا كبيرا الا وهو الموطن والمستكن
كلمات رائعة بروعة المطر
واحرف تناثر منها بريق الابداع