الاغتصاب والابتزاز والتشهير بالسمعة، كلها عوامل قد تدفع بضحاياها للإقدام على الانتحار، مثلا على شكل إدرام النار في الذات. للتعبيرعن موقف احتجاجي. قضية القاصر المغربية خديجة السويدي تعكس صورة لمثل هذه الحالات.
شهدت الفترة الأخيرة في المغرب تزايد عدد الأفراد الذين يلجئون إلى حرق الذات كوسيلة للاحتجاج، بهدف شد انتباه الرأي العام، وغالبا ما تكون الأسباب من وراء هذا السلوك الانتحاري، متعددة يتداخل فيها النفسي بالاجتماعي وكذلك الاقتصادي. في الآونة الأخيرة ظهر صنف آخر من دوافع هذا السلوك يتمثل في استغلال النفوذ والشطط في التعامل مع القضاء، الأمر الذي يولد احتقانا داخليا لدى الفرد الذي قد يضرم النار في جسده.
الفتاة القاصر خديجة السويدي كانت تشتغل كنادلة بإحدى المقاهي، وتسكن في غرفة بمفردها، استأجرتها هربا من لظى العار، بعدما تعرضت للاغتصاب بشكل جماعي بمدينة بن كرير، من طرف ستة أشخاص، هددوها بالتشهير بسمعتها ونشروا مقاطع فيديو وصور على مواقع التواصل الاجتماعي، التقطوها أثناء اغتصابهم لها، وهو السبب الأساسي الذي دفع بخديجة السويدي للقيام بحرق ذاتها، لتفارق الحياة الأسبوع الماضي، حسب مصادر حقوقية.
أفادت مصادر مطلعة أن الشرطة المغربية اعتقلت ستة مغتصبين من خلفية ابتزاز الضحية بفيديوهات صورت أثناء اغتصابها. في العام الماضي كان عمرها 16 سنة ، حينما تعرضت للاختطاف من قبل ثمانية شبان، اقتادوها خارج المدينة حيث اغتصبوها . اعتقلت الشرطة سبعة من هؤلاء يومها، فيما هرب الثامن ولم يقبض عليه إلّا بعد شهرين أو ثلاثة، وقد جرى تقديمهم إلى النيابة العامة من أجل التحقيق معهم، لكن تم الإفراج عنهم مؤقتا قبل تقديمهم إلى المحاكمة.
غياب العدل وإحراق الذات
عمر أربيب رئيس فرع المنارة مراكش للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، الذي تابع ملف خديجة السويدي، يقول في لقاء مع DWعربية: "حرق الذات كوسيلة احتجاجية ينبع من الإحساس بامتهان الكرامة الانسانية والتهميش، وعدم القدرة على توفير أبسط مستلزمات العيش الكريم. ويقوي هذا الإحساس الشطط في استعمال السلطة. إضافة إلى الإحساس بالظلم الاجتماعي، واستمرار تنكر الدولة للاهتمام بمطالب العديد من الفئات".
كما أعرب عمر عن أسفه لما لحق بخديجة ملاحظا أن "ما وقع لخديجة السويدي الفتاة القاصر، هو محصلة لإنكار العدالة واستمرار عدم المتابعة العقابية لجرائم الاغتصاب". وبالإشارة إلى أن اليتيمة خديجة غادرت منزل أمها في سن الرابعة عشرة من العمر كي تعيل أسرتها، أضاف المتحدث أن ذلك " دليل قاطع على انتهاك حقوق الطفل، وغياب سياسة عمومية في الدولة لضمان حق العديد من الأطفال في التمدرس والحماية من الاستغلال الاقتصادي والجنسي، مؤكدا أن "إحراق خديجة لذاتها، كان فقط بسبب غياب الإنصاف والعدل. "
غياب التربية الجنسية
ويعتبر الناشط الحقوقي عمر أربيب أن "انتشار ظاهرة العنف الجنسي ضد الأطفال، هي نتيجة انتشار ثقافة الانغلاق والتقليدانية، والقهر والتهميش الاقتصادي والاجتماعي، وغياب التربية الجنسية و إنكار التربية على حقوق الإنسان على سائل الإعلام العمومية. ناهيك عن شيوع الافلات من العقاب عند حدوث مثل هذه الانتهاكات، إضافة إلى تستر عائلات الضحايا والمجتمع على هذه الجرائم خاصة المقترفة في الوسط العائلي.".
DWعربية تحدثت مع السيد الغزواني المحامي المكلف بقضية خديجة السويدي، وأفاد أن المحكمة أجلت ملف القضية للبث فيه إلى يوم الخميس المقبل، واعتبر بدوره أن السبب الرئيسي وراء انتحار القاصر، هو تهديديها من قبل مغتصبيها بنشر صور وفيديوهات التقطوها لها أثناء عملية الاغتصاب، مشيرا أن المتوفية دخلت عقب هذا التهديد أزمة نفسية وإحباط حادين، لتقوم بإنهاء حياتها عن طريق إدرام النار في جسدها داخل غرفتها حيث حاول خطيبها مساعدتها وإطفاء النار غير أنه فشل في ذلك، وأشار المحامي الغزواني أن خطيب الضحية أطلعه أنها رددت عبارة "ولاد خميس" أثناء احتراقها، في إشارة الى المنطقة التي يسكن بها المغتصبون.
واعتبر المحامي الغزواني أن هذا الملف " يتسم بطابع الغموض، حيث إن هناك حلقة مفقودة لم يتم التصول إليها حتى الآن لمعرفة الحقيقة. وهذا الأمر يتطلب من القضاء فتح تحقيق، وإنزال أقصى العقوبات في حق هؤلاء الشبان، إضافة إلى ضرورة إحالة الملف على الجنايات".
كما أطلعت والدة الضحية DWعربية في اتصال هاتفي، على السبب الرئيسي خلف انتحار ابنتها، وقالت إنه يعود إلى "تواطؤ القضاء مع المجرمين" الذين اغتصبوا ابنتها، مشيرة إلى أن الضحية دخلت دوامة العذاب النفسي الشديد، مباشرة بعد إطلاق سراح هؤلاء الذين ابتزوها وهددوها بتشويه سمعتها في حال رفضها التنازل على القضية وعدم تسليم مبالغ مالية.
أحمد الهايج، رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، اعتبر أنه ليس هناك ما يشرح سبب إطلاق سراح مغتصبي خديجة، مهما كانت البواعث والدواعي، "عدا عند وجود قصور لدى القضاء للعب دوره كآلية حمائية، وضعف مهني في مجال البحث والتقصي"، وأشار المتحدث أن ذلك "يؤدي إلى إفلات الجناة من العقاب، ويعمل على توفير الظروف لاستفحال مثل هذه الظواهر". واسخلص أحمد الهايج قائلا: " الضحايا يجهزون على ذواتهم بالانتحار بحثا عن العدالة المفتقدة، حتى ولو كان ذلك على حساب حقهم في الحياة".
" الاغتصاب ليس خاصية مغربية"
وفي لقاء آخر ل DW عربية مع الدكتور عبد العلي حامي الدين، المستشار البرلماني بمجلس المستشارين، ورئيس منتدى كرامة لحقوق الانسان بالمغرب، اعتبر المتحدث أن " انتشار ظاهرة الاغتصاب ليست خاصية مغربية، غير أن هناك العديد من الأسباب التي تساهم في تزايد هذه الظاهرة: فهناك أولا العقوبات القضائية المخففة التي لا تساهم في ردع المجرمين، وهناك تزايد في الأمراض النفسية وغياب مراكز العلاج النفسي، حيث إن من يقدم على الاغتصاب ليس شخصا طبيعيا " .
كتبت المقال فاطمة الزهراء أوعزوز
منقول للنقاش : هل هذه العوامل تدعو لاحراق الذات للهروب من القضية و كيف يمكن ان نعالجها ؟
كما قالت اختي لؤلؤة الانتحار حرام شرعا في مجمله
لا نستطيع ان نجزم عقابه عند الله مع من قام بهذا الفعل حسب ظروف ما
لكن على الانسان ان يتحلى بالصبر امام الظروف وان يعي ان الله قدر له تلك الحياة سوى من يفقد عقله ساعتها ليقوم بهذا الفعل
وانا احمل ايضا الدولة سبب هذه الانتحارات لانها لا توفر لساكنتها ولو حق صغير وكريم للحياة
موضوع قيم للنقاش
شكرا اختي ماجدلين على طرحه وخصوصا واننا نسمع هذه الاشياء مأخرا
وانا ايضا مع اخوتي لؤلؤة واخي يوسف ان الانتحار حرام حرمه الله تعالى لانه ينهي الحياة وهو جريمة يعاقب عليها الله فكل انسان له مشاكل وظروف تدعوه للانتحار ولكن حرمانيته عند الله من تقف امامه
الصبر هو الحل الوحيد للبعد عن هذا التفكير السلبي الذي يجعل الانسان يفكر ان ينهي حياته وايمانه بالله ايضا
اتمنى ان تصلح ظروف كل الناس لكي لا يفكروا في هذا الفعل المسيء للنفس
فلان احرق نفسه وفلانة احرقت نفسها
للاسف اسم حقيقي لانها ولت موضة
ظروف كثيرة منها الجانب المال الضيق والفقر و الظلم والقهر عوامل كلها تجعل الكثير بفكر في الانتحار بهذه الطريقة باحراق نفسه امام الملئ او تكاد هذه الكارثة افزع من الانتحار العادي عندما ينتحر الشخص لوحده اما احراق الذات طريقة جديدة للانتحار امام الناس للتعبير عن غضب وقهر وحكرة
هو فعل قاسي وصعب ان يتقبله الانسان لانه كفر وحرام ولكن اكيد ان من يقوم به يكون قد توقف عقله لكي يجعل نهايته بهذا الشكل
وللاسف ان الدول لا تتحرك امام هذا الفعل ولا تقوم باي شيء لاصلاح الاحوال لكي لا يفكر الشباب بالخصوص في مثل هذا الفعل
شكرا اختي ماجدلين على هذا العرض القيم والكبير للنقاش
موضوع رائع يشكل خطرا كبيرا في مجتماعتنا بدأه التونسي البوعزيزي الذي كان شعلة الثورة العربية بل والعالمية ايضا ، وصار للاسف نموذجا اخذه الكثير للاقتداء به كحل لحياتهم بعدما تنقطع عنهم كل السبل وتسود الدنيا في اعينهم اوبعد قهر او ظلم او اعتذاء او تهدير لكرامتهم .
اكيد انه حرام شرعا فالانتحار بصفة عامة حرمه الله تعالى لانه هو الذي بيده الحياة او الموت
فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( مَن تردى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم يتردى فيه خالداً مخلداً فيها أبداً ، ومَن تحسَّى سمّاً فقتل نفسه فسمُّه في يده يتحساه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً ، ومَن قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يجأ بها في بطنه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً ) رواه البخاري ( 5442 ) ومسلم ( 109 )
لكن ... انا شخصيا ارى ان من ينتحر وخصوصا من يقدم على احراق ذاته يكون قد فقذ صوابه وعقله فلا يوجد عقل سوي يجرؤ على مثل هذا الفعل الشنيع او الجريمة الكببيرة في حق النفس.
ويبقى السؤال كيف يمكن ان نعالج هذه القضية او الجريمة
اكيد ان هناك عدة امور او حلول من اهمها القناعة والرضا والايمان الكبير بالله تعالى وبالقدر خيره وشره
ايضا بالصلاة لانها تنهى عن الفحشاء والمنكر
والاذكار والاستغفار لانها تحل كل المشاكل وتريح النفس
كذلك بالعمل مهما كان لانه يلهينا عن التفكير في اي امر على ان يكون شريفا
والحمد لله اننا حاليا نعيش في القرن 21 وعهد العلم والتكنلوجيا وهناك مواقع اجتماعية نستطيع من خلالها ان نتصدى لعدة مشاكل او ظلم او قهر لانها تفضح صاحب المشكل
نسأل الله العفو والمغفرة لكل من قام بهذا الفعل و الهداية للجميع
كما نتمنى ان تصلح احوال العرب والمسلمين بتطبيقهم لشعائر الله واصلاح ذاتهم
الشكر لادارتنا الرشيدة ماجدلين لعرض مثل هذه المواضيع التي تمس واقعنا وحياتنا الاجتماعية
اخر هذه الكوارث كانت قصة خديجة التي للاسف فقدت حياتها ثمنا لاغتصاب جماعي ولم يحكم على مغتصبيها الا بعد موتها
هي فعلا تعرضت لظلم وقهر كبير ولم تنصف في حياتها مما جعلها تقدم على الانتحار باحراق نفسها
كل المغاربة كانوا معها ومع قضيتها ومع الكثير من المضلومين لكن هذا لا يعطيهم حق الانتحار لانه حرام من الله وهو الذي يقدر نهايتنا جميعا
ومع هذا نتمنى من الله ان يغفر لها ولمن سبقها فالقهر والظلم والعار صعب
متى سننهض بدولنا ضد الفقر والظلم والغش والقفر لنحارب مثل هذه الجرائم بالنفس في حق ذاتها
فالانتحار حرام شرعا مهما كانت اسبابه ودوافعه
نتمنى من الله ان يلهم الجميع عقله حتى لا يفكر في الحد لحياته بهذا الشكل
فاحراق الذات جريمة بشعة لا يمكن ان يقوم بها الا من اغلقت كل الابواب في وججهه وفقد عقله
اللهم اغفر لهم وتجاوز عنهم
شكرا اختي ماجدلين على هذا العرض القيم والهام لانه بات خطرا علينا