هذامقال كامل سبق لي نشره رايت أنه يمكن أن يضيف لهذا الموضوع..أرجو رأيكم.
الـعـودة للرضاعة في الـغـرب
{ هناك لغة خطاب تمثل حاضنة لكل فكرة فإذا ما تم تجاوزها انقلب التبسيط تشويها }
المكتب كبير على هيئة مربع بأحد أضلعه باب خشبي صغير تلتصق أعلاه لوحة مخطوط عليها في رسم كوفي مزخرف جميل " خلوة التآخي" ويستند على هذا الحائط ثلاثة مكاتب ، تجلس على كراسيها خيمتان متشحان بالسواد والثالثة لا تتشح بالسواد التام، الضلع المواجه له يستند عليه ثلاثة مكاتب يجلس على كراسي اثنان منهما رجلان، أحدهما يضع نظارة طبية سميكة ، قـُدِم لي لاحقا على أنه " عوض" والآخر يضع على عينيه نظرة تتسم بقليل من البغض وقـُدم لي لاحقا على أنه" حسام" وهو يتميز بذقن سوداء خفيفة لا تتسلق صدغيه، تحيط بذقنه وتلتحم بشاربه، موحية للناضر إليه بأنه كان لتوه ينفخ في ماسورة العادم لأحد السيارات.
.........
أمام مدخل المكتب ، تنحنح مرافقي من قسم التعيينات جيدا ثم كح بقوة ثلاثة مرات. و طلب مني أن أكح أيضا قبل أن يطرق الباب المقفل قائلا، أن الموظفات الثلاثة بالداخل سبق لهن التآخي مع الموظفان اللذان يعملان معهن في شعبة الخرائط هذه، فهن غير محجبات ولا منقبات ، وأنت لم تآخيهن بعد، فيجب تنبيههما ليدلين بخمرهن على جيوبهن ، إلى أن تتم عملية التآخي بينك و بينهن ، حيث يمكنك حينها الدخول إلى مكتبك بدون كُحة ولا يحزنون. وبما أني غير محترف للكح، قلت له ليس في ذخيرتي كحة احتياطية الآن ألا تكفي كحاتك ؟ قال، لقد سبق لي أن آخيت كل الموظفات بحكم وضيفتي، و من بالداخل يعتبرن كحتي بالذات تنبيه لأي زائرة من الشركات التي نتعامل معها. وبينما أنا أجمع هذه الأحاجي المبهمة والمحيرة لحداثة عودتي من الغرب حيث كنت أدرس ، وكزني في عنقي على غفلة وكزة معتاد محترفٍ ، جعلت سيل من الكحة المؤلمة تنبثق من حلقي في تسلسل يدمع العيون.
.........
قدمني مرافقي للموظفات الثلاثة مبتدءا من اليمين للشمال ثم للموظفـَين حسب النمط الذي اعرفه في الغرب تماما ، كان اسم إحداهن" محجوبة" والثانية " مهاودة" ثم ناول رئيسة الشعبة عدة نماذج ، وقال لتقومي باعتماد الأوراق بعد انتهاء عملية التآخي و توقيعه على النماذج ليتمكن من بدء العمل في أقرب وقت ممكن. لم تتح لي فرصة الاستفسار عن ماهية عملية التآخي، إذ يبدو أنها عملية معتادة بينهم لا تستدعي أي توضيح . سحبتني رئيسة الشعبة والتي قـُدِمت لي باسم "فوقية" بطريقة تبدو أنها متعودة عليها كتعود الجزار على حمل الخروف حيا بمنتهي الخفة والحرفنة ليعلقه قبل ذبحه في المسلخ الآلي . دخلت معي إلى الغرفة ذات الخط الكوفي المزخرف و الجميل ، تحمل نماذجها في يد و تجرني بالأخرى، و أنا مجرور مذهول ، كانت الغرفة تحتوي على مقعد طويل وثير، يتسع لأكثر من شخص و بجواره صوان خشبي صغير له عدة أدراج، جلستْ على الطرف المجاور له بعد أن أمرتني بأن اجلس بجوارها يتملكني الذهول و تغمر وجهي علامات الاستفهام والتعجب معا، ثم فتحت الدرج العلوي وأخرجت بعض القطن وقنينة كبيرة سكبت منها على القطن سائل يبدو من رائحته النافذة أنه مطهر طبي مما أضاف بعض الخوف إلى ذهولي، ثم فتحت أعلى جلبابها في خفة جيدة الحرفنة، و أضافت إلى ذهولي و تعجبي و خوفي مفاجأة صاعقة، إذ أخرجت كامل صدرها أو لأقـُل ثدياها معا، ثم أخذت تمسح عليهما بقطعة القطن المغمورة بالسائل، في تأني قاتل، قائلة هكذا تقول التعليمات، مما أضاف إلى ذهولي وتعجبي وخوفي و تفاجـُئي، بعض المغص في أسفل بطني تماما. تمكنت من تمالك نفسي و قلت في أنفاس متقطعة بالعا ريقي:
- هو ممكن هنا...؟؟؟ هما .آ..؟؟
- أترغب في اليمين أم في الشمال؟؟
- والله...الاثنان أحلي من بعض !!!...لكن...أنا..مش..فا.. ؟
- اسمع، اختار أحدهما والسلام، وستعود للآخر في الرضعات الباقية
- الباقية !!؟؟
- يقول النموذج أنها خمسة رضعات جيدة لكننا لا نتقيد به ،فنتكرم بأكثر من ذلك، إن أحسنت أحسنـَّا.
تمكنت أخيرا من الفكاك من ذهولي ، و نـُزع خوفي وزال تعجبي، وسررت بالمفاجأة أيما سرور ، حيث استطعت الاستيضاح و أكرمتني بالتوضيح وبكشف وجهها الجميل و بالإجابات الوافية وأصابعها تعبث في شعري. فاسترخيت كثيرا ، وضحكت من نفسي إذ ذكرتني هذه الغرفة بأمثالها التي تتوفر في بعض النوادي الليلية في الغرب، والتي أنشئت لتآخ من نوع آخر مقابل بضعة ورقات مالية، وسرني توفرها هنا مجـَّانا كمنحة حافزة للجنسين، في بداية كل عمل جديد.
ولأنها رئيستي في العمل، أحطتُ الثدي ألأيسر وهو أقرب الثديين المكتنزين في غير مبالغة، بكفيْ الاثنتين في حنو واحترام يليق بصاحبته واقتربت منه مؤديا أول الواجبات الرسمية لعملي، استجمعت خبرتي السابقة التي لم تخذلني ولم تتذمر منها أحدهن سابقا، بدون نتيجة ، فقد كان ثديها جافا قاحلا كضرع معزة فطسة !! نظرت إليها مستفسرا ، فأجابت ..ليكن هذا سر بيني و بينك فأنا لم ألـِد بعد، لأني مطلـَّقة، فكيف لصدري أن يدر لبنا؟ ولكن لا أحد يعلم بهذه المسألة هنا ،وأضافت، لم أشاء أن يقتلني الحسد وأنا أرى زميلاتي الولودات في بعض المكاتب وهن يرضعن زملائهن و صدري يتحرق شوقا ؟؟ وهناك خطورة على الوظيفة لأن هذا العمل يستوجب مخالطة الكثير من الرجال ولا بد لمن تعمل فيه أن تكون ولودة و مرضعة باستطراد لا ينقطع، لاتمام عملية التآخي مع المراجعين الذكور الذين قد يضطرهم العمل للانفراد مع الموظفات لفترات طويلة تستلزم أحيانا بعض الاحتكاك الجسدي لمراجعة و تعديل الخرائط الصناعية، كان اعترافها هذا بمثابة إذن لي لأتمادى إلى الثدي الأيمن الذي أعرف أنه أصبح أكثر من` يتحرق شوقا ` وغـِـيرة من أخيه. لكني تمالكت نفسي ، و تحكمت في أعصابي لنفاذ الوقت المحدد بخمسة دقائق حسب ما أفهمتني عن التعليمات ، ثم أنه لا بد لي من إكمال واجبي نحو الأختان المنتظرتان. تذمرتْ قائلة أن الثدي الأيمن يصرخ مستنجدا، لكني رجوتها أن ترحم أعصابي لحين ميقات الرضعات التالية. فكانت متفهمة ولم تستعمل سلطتها في الضغط بعد أن عرفت سرها، بل أشارت بما يفيد إن الرضعات التالية سننفذها أثناء العمل الإضافي بعد مواعيد العمل الرسمية حيث يتوفر الانفراد والكثير من الوقت لرضعات متمهلة ترغبها. طلبت مني في دلال أن أوقع على النماذج لجميع الرضعات و الموظفتين، قائلة أن الزميلة " محجوبة" هي زوجة " حسام" الذي ينفخ في ماسورة العادم، وهو يمنحني حق الإرضاع الخاص بزوجته بدلا عنها ،لأن زوجته بها ميزة خلقية كونها تملك ثلاثة أثداء وليس ثديان كبقية خلق الله ، ولا يريد أن يعرف الناس هذه الميزة التي يتفوق بها على غيره، خشية الحسد. مقابل أن يوقع كأحد الشهود الشرعيين المطلوبين لاتمام وثيقة التآخي، ومع هذا فهو دائم الحسد والحقد على كل راضع . أما "عوض" فإن الخرائط دمرت نظره فجعلته لا يرى أكثر من نصف متر أمامه، مما جعله ذات مرة يصطدم بالثدي ذاته عندما طلبت منه أن يشهد ليوقـِّع، فرأيت اعفائه من النظر المباشر و يكتفي بمشاهدة دخولنا لخلوة التآخي، أما "مهاودة" فإن التجربة علمتها أن الرجال بما فيهم زوجها يشمئزون من ثدياها لأن الهالة المحيطة بحلماتهما تغطي أكثر من ثلثي الثدي، و حلماتهما ذاتها أكبر من أن تضمها شفاه أي رجل، فكانت في بداية عملها هنا تحلـُب لهم ما تيسر في معلقة شـُربة، ثم وجدت أنهم يتقيئون بعد رؤية ثدياها مباشرة ،فأصبحت تتهاون في الأمر مقهورة.
........
خرجت أودع الزملاء الجدد على أمل اللقاء في اليوم التالي، فإذا بعوض يلحق بي في الممر المؤدي إلى بوابة الشركة ، قائلا لماذا لم تتمم بقية اجراءات التآخي مع " مهاودة " و" محجوبة"؟ وأجبته بأني قد أقوم بهذا في الغد، لأن الأمر غريب وجديد بالنسبة لي ، وصدمة واحدة تكفي جيدا ليوم واحد، وما أنا إلا بشر، فقال أعرف أن " فوقية" تستغل الموقف، لكن لابد من وجود شاهدي عدل على عملية التآخي ولو لمرة واحدة من الخمسة، وهى لم تـُشهدني ولا غيري، هذه المرة أيضا، مما جعلني أنبهك، قبل أن ينتبه للأمر شخص آخر، ويقوم بالتفريق بينك و بين زوجتك، لأن عدم الوفاء بالشروط الشرعية في مثل هذه الأمور يعد كفرا بيـِّـنا يستلزم التفريق. فشكرته وقلت له أني غير متزوج، فاشتطا غضبا قائلا: لقد طفح الكيل، إن زوجتي التي تعمل بالمؤسسة المواجهة، يرضعها غيري كل يوم تقريبا، وأنا راضيا على أن أكون مرضيا برضاعة غيرها، أو مشاهدة الرضعات المتتالية للزميلات ، لكني لم أوفق إلا بمصادمة ثدي " فوقية" لمرة واحدة ، وهذا لا يعوضني عن تهدُل ثديي زوجتي المستطرد لما تقوم به من إرضاع في غاية الإخلاص لواجباتها الرسمية. وطلب مني أن لا أوقع على الأوراق إلا بعد أن أطلبه كشاهد ليعوض تهدل ثديي زوجته. وإلا فإنه سيبلِّغ عن زيف إجراءات التآخي.
.........
بعد عدة أيام فجئت بطلبي إلى الفقيه المختص و المخول بالاعتماد الشرعي والنهائي لتكامل التآخي، حيث ابلغني بأنه علم من مصدر قريب من مكتبنا موثوق لديه، بأني لم أتمم واجباتي في رضاعة الزميلتان بالمكتب، وهذا أمر لو صح يعد كفرا وخروجا عن الشرع والشرعية ، وله عقوبات شديدة ، و بما أن العقوبات شديدة فلم أجد بدا من أن ادَّعي بأن رضاعتهما تمت جيدا. فابتدأ يختبرني ليتأكد من صدق كذبي، سألني كم ثديا لمحجوبة؟ فشعرت بأن هذا السؤال لا يسأله إلا شخص يعرف ميزتها في أثدائها الثلاثة ، مما اضطرني للقول بأنهم ثلاثة أثداء كاملة يا مولانا. ففاجئني باستفهام لم استعد له سائلا: أين يقع كل من الأثداء الثلاثة؟ قلت أن الاثنان في مكانهما الطبيعي أما الثالث الإضافي فيقع بينهما تماما. وماذا عساي أن أقول؟ لكني فجئت به يصرخ قائلا : لقد حقت عليك اللعنة – خسئت أيها الكاذب فإن الثالث ينبع من الصرَّة في وسط البطن بالضبط وليس كما تصورت،فقد رأيته بأم عيني، وهو أصغر حجما من الآخريـْن، منحة تنوُع حضت بها صاحبته و زوجها،.لذا وجب التفريق بينك و بين زوجتك ثم فصلك من العمل.
.........
لم يتقبل مولانا بعض عذري، إلا بعد أن عرف أني لا أدين بالإسلام و غير متزوج ، فاكتفى بإصدار فتواه بفصلي من العمل. عدت مهرولا إلى الغرب في جيبي أكثر من بضع ورقات مالية، و في خاطري الثدي الأيمن مستنجدا في صدر "فوقية" ذلك المسكين الذي سيصرخ كثيرا.
.........
قيل في وصف المتقولين بفتاوى الرضاعة والبول والنخامة و ما إلى ذلك من المقرفات السائدة هذه الأيام :
{إنه لا يقنعك بفكرته بل يغريك بها ، وإذا رفضت إغراءه يلجأ إلى ( تهديدك). إن الناس يقيسون المسافات بينهم عادة بالأميال أعني بمقدار بعد أحدهما عن الآخر ، ولكن هذا المقياس في الواقع رديء إلى حد لا يحتمل ، إن المسافات بين البشر لا بد أن تقاس أحياناً بالسنين الضوئية . فالمشكلة لا تخص الفضاء الخارجي بل باللقاء العقلي وحده}
...........
هذا بعض مما في فضائنا...وكفى
أحييكم
ناصر