القارئ عمر القزابري يعلم الله أن حاجتي إلى المصلين خلفي أكثر من حاجتهم
السلام عليكم ورحمة الله
القارئ عمر القزابري يعلم الله أن حاجتي إلى المصلين خلفي أكثر من حاجتهم
سألنا القزابري خلال هذا الحوار القصير، الذي أجريناه معه في بيته المجاور لمسجد الحسن الثاني، السر في اجتماع الناس من حوله للصلاة خلفه في رمضان، فاعترف لنا أنه يصبو بهذه النعمة التي أكرمه الله بها أن يكون من دعاة الحق وأنصاره، والذي يبقى شرفا كبيرا لم يدركه على حد تعبيره، راجيا أن يكون ممن تحقق فيهم قول نبيه صلى الله عليه وسلم: ''خيركم من تعلم القرآن وعلمه''، وتناولنا معه دور البعد الإعلامي في التعريف بكتاب الله، خصوصا مع الانطلاقة الجديدة لبث النقل المباشر لصلاة التراويح عبر قناة السادسة، قناة محمد السادس للقرآن الكريم:
القارئ عمر القزابري كيف تفسرون الحضور الجماهيري الكثيف للصلاة خلفكم بمسجد الحسن الثاني في هذا الشهر الكريم؟
كما يقول تعالى: ''قل بفضل الله ورحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون''، ومن فضل الله تعالى ورحمته، وهو الذي قدر هذه الجماهير العظيمة والناس الذين يأتون من أماكن بعيدة، ويأتون لهدف واحد وغاية واحدة ومقصد واحد وهو عبادة الله والاستماع لكلمات الله المنزلة، فالحمد لله، هذا مما يبعث على الفرح في القلوب، ومما يحيي الأمل بأن الخير موجود في هذه الأمة وفي هذا البلد شاء من شاء وأبى من أبى، هذا الأمر فطري، فكل ماهو متعلق بالله تعالى فهو فطري، فالذي أخرج هذه الجموع بدون استدعاء من أحد جاؤوا طوعا، إنما جاءوا من أجل كتاب الله تعالى، وفي هذا إشارة إلى أن الذي يوحد المسلمين هو كتاب الله تعالى، وهذه فرصة أشكر فيها الناس الذين كانوا سببا في هذا الخير، لأن من أسباب دوام النعم أن تربطها بأصحابها، وأن تعترف لهم بذلك، ونذكر في هذا المقام جلالة الملك الحسن الثاني رحمه الله، الذي اتضحت الغاية من بنائه لهذا المسجد، كما أشكر أمير المؤمنين على بث صلاة التراويح لهذه السنة عبر قناة محمد السادس للقرآن الكريم، والذي أراد أن يعم هذا الخير الأرجاء ونبشره بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: ''الدال على الخير كفاعله ''، وأريد أن أوجه خطابا إلى كل المصلين وإلى كل المغاربة، وخصوصا البيضاويين منهم، أنني أشهد الله أني أحبهم فيه، ويعلم الله أن حاجتي إليهم أكثر من حاجتهم إلي والله اني محتاج اليهم وما يحصل الا ببركة انفاسهم وبصدقهم وحسن نواياهم ،فاشكرهم جزيل الشكر وانا خادمهم واسال من الله ان يجعلنا عند حسن ظنهم ويجزيهم عنا خير الجزاء.
كيف ترون لدور القارئ الجيد في ربط الناس بكتاب ربهم عزوجل ؟
مما لاشك فيه ان قراءة القران على وجه الاتقان هي من الاسباب الباعثة على تقوية الخشوع في النفوس ولهذا نجدمن حكمته صلى الله عليه وسلم قال:''يؤمكم اقرئكم لكتاب الله '' فالقارئ هنا في مقام التبليغ عن الله تعالى ،فاذا كان القارئ متقنا للحفظ متمكنا من حفظه ومتمكنا من القواعد ،عارفا بالتفسير ومحلات الوقوف ومتقنا لتصوير المشاهد ونقلها الى الناس ،وهذا التصوير يحتاج الى معرفة بالتفسير حتى ينقل التصوير ،فاذا اجتمعت هذه العناصر كلها وكانت مجتمعة في القارئ فانه يحصل التاثير .
في هذه السنة بدا البث المباشر لصلاة التراويح من مسجد الحسن الثاني عبر قناة السادسة للقران الكريم ،كيف ترون لدور البعد الاعلامي في خدمة كتاب الله عز وجل ؟
اولا جزى الله خيرا صاحب القناة والفكرة امير المؤمنين، ونسال من الله ان يجعل هذا الامر في ميزان حسناته، ولا شك ان هذه الخطوة مباركة لاعطاء الصورة الحقيقية للمغرب، فصورة المغرب الدينية معروفة والحمد لله، ولكن هذه الصورة المنقولة هذه السنة وبشكل مباشر من مسجد الحسن الثاني، تزيد من اشراقة هذا الوجه الجديد للمغرب والمتمثلة في تعلق المغاربة بكتاب الله تعالى وتؤثرهم بكلمات الله، وملئهم للمساجد، فهذه والحمد لله من أولى ثمار الخطوة المباركة، وثانيا انها قربت المغاربة المهاجرين المقيمين في بلاد الغربة، وقوت اللحمة بينهم وبين بلدهم ودينهم ،فكثيرا من الاخوة يتصلون بنا من فرنسا وايطاليا ومن بلدان كثيرة يقولون بانهم متاثرين بهذه المشاهد الايمانية ويحسون وكانهم في بلادهم ،فقوة هذا الرابط مهمة جدا ، فهذه الخطوة كلها خير ،واتمنى ان تكثر وتزداد هذه الخطوات المباركة ، فكلام الله تعالى هو احق بالنشر .
الكثيرون من المغاربة الذين شغفوا بقراءة القزابري يريدون ان يكون لهم قدوة في ذلك، ما قولكم في هذا الامر؟
نرجو من الله تعالى ان يحقق فينا قول نبيه صلى الله عليه وسلم: ''خيركم من تعلم القران وعلمه ''، وان ييسر لنا ميادين ننفع بها هذا القران للناس وان نحفظه للناس، وانا اتمنى ان ييسر لي الله تعالى ان اكون محفظا لكتاب الله عزوجل على الطريقة المغربية القديمة ، طريقة الالواح ، وان نحيي هذا الامر من جديد، لانه في هذه الايام نجد ان عزفت كثيرا ،لان نسق الحياة اختلف ،فغفل الناس عن اهمية هذه المسالة فيما كان يسمى قديما ''بالحضارات ''الناس يجلسون في الارض ،فسبحان الله هذه الطريقة مباركة وبها حفظنا ، وحفظ الناس جميعا، واتمنى من الله تعالى ان يجعلنا من اسباب احياء هذه الامور ،فهي موجودة لكنها تحتاج الى احياء والى تجديد ،فاسال من الله تبارك وتعالى ان يوفقنا لكي ننتفع وننفع.
فعلا ابهر الجميع وتمنى اغلبية الناس ان ينال شرف الصلاة
وراء هذا الشيخ الفاضل الذي تقشعر الابدان عند سماع صوته
وتدمع العيون عند متابعة احاديثه وتسعد النفوس حين مرافقته في
صلاته وتفسيره لكلام الله عز وجل
نسأل الله تعالى ان ينعم عليه بالصحة والعافية ليكون قدوة لحافظي
القرآن ومجوديه ومفسريه انه سميع مجيب
بورك جهدك اخي محمد عصام على هذه المتابعة الحاملة للكثير من
العبر
مزيدا من تواصلك وفي انتظار جديدك