كان صلى الله عليه وسلم عجيبا في ذلك، فتواضعه تواضع من عرف ربّه مهابة، واستحيا منه وعظمه وقدّره حقّ قدره، وتطامن له وعرف حقارة الجاه والمال والمنصب، فسافرت روحه الى الله وهاجرت نفسه الى الدار الآخرة، فما عاد يعجبه شيء مما يعجب أهل الدنيا، فصار عبدا لربه بحق: يتواضع للمؤمنين، يقف مع العجوز ويزور المريض ويعطف على المسكين، ويصل البائس ويواسي المستضعفين ويداعب الأطفال ويمازح الأهل ويكلم الأمة، ويواكل الناس ويجلس على التراب وينام على الثرى، ويفترش الرمل ويتوسّد الحصير، قد رضي عن ربّه، فما طمع في شهرة أو منزلة أو مطلب أرضي أو مقصد دنيوي، يكلم النساء بلطف، ويخاطب الغريب بودّ، ويتألف الناس ويتبسّم في وجوه أصحابه يقول:" إنما أنا عبد: آكل كما يأكل العبد واجلس كما يجلس العبد" أخرجه ابن أبي عاصم في الزهد وابن سعد في الطبقات وانظر كشف الخفاء ، ولما رآه رجل ارتجف من هيبته قال:"هوّن عليك، فإني ابن امرأة كانت تاكل القديد بمكة" أخرجه ابن ماجه ، والحاكم عن ابن مسعود، وانظر الكامل لابن عدي .
وكان يكره المدح، وينهى عن إطرائه ويقول:" لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم، فإنما أنا عبدالله ورسوله، فقولوا عبدالله ورسوله" أخرجه البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما، وكان ينهى أن يقام له، وأن يوقف على رأسه، وكان يجلس حيثما انتهى به المجلس، وكان يختلط بالناس كأنه أحدهم، ويجيب الدعوة ويقول:" لو دعيت الى كراع لأجبت، ولو أهدي إليّ ذراع لقبلت" أخرجه البخاري
وكان يحب المساكين، ويروى عنه قوله:" اللهم أحيني مسكينا وأمتني مسكينا، واحشرني في زمرة المساكين" أخرجه الترمذي عن أنس رضي الله عنه، وابن ماجه والحاكم عن أبي سعيد الخدري وصححه. وكان يحرّم الكبر وينهى عنه، ويبغض أهله ويقول:" يحشر المتكبرون يوم القيامة في صورة الذر، يغشاهم الذل من كل مكان" أخرجه أحمد والترمذي ، انظر كشف الخفاء . ويروي عن ربه أنه قال:"الكبرياء ردائي، والعظمة إزاري، فمن نازعني واحدا منها قذفته في النار" أخرجه مسلم وأبو داود واللفظ له.
فكان صلى الله عليه وسلم محببا الى القلوب: تأخذه الجارية بيده فيذهب معها، ويزور أم أيمن وهي مولاة. ولما مدحه وفد عامر بن صعصعة وقالوا: أنت خيرنا وأفضلنا وسيدنا وابن سيدنا قال لهم:" يا أيها الناس! قولوا بقولكم أو ببعض قولكم، لا يستجريّنكم الشيطان" أخرجه أحمد وأبو داود، وغضب لما قال له رجل: ما شاء الله وشئت، وقال:" ويحك! أجعلتني والله عدلا؟ بل ما شاء الله وحده" أخرجه أحمد والنسائي في السنن الكبرى عن ابن عباس رضي الله عنهما.
وكان يحمل حاجة أهله ويخصف نعله ويرقع ثوبه ويكنس بيته ويحلب شاته ويقطع اللحم مع أهله، ويقرّب الطعام لضيفه، ويباسط زوّاره ويسأل عن اخبارهم، ويتناوب ركوب الراحلة مع رفيقه، ويلبس الصوف ويأكل الشعير، وربما مشى حافيا، وينام في المسجد، ويركب الحمار، ويردف على الدابة، ويعاون الضعيف ويتفقد السرية، ويكون في آخرهم فيساعد من احتاج، ويرافق الوحيد منهم..
فصلى الله عليه وسلم ما تحرّك بذكره اللسان، وسارت بأخباره الركبان، وردّد حديثه الإنس والجان.
بسم الله الرحمن الرحيم
((وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ)) [الحجر:88].
إن التواضع سبب الرفعة في الدنيا والآخرة ، وهو سبَب العدلِ والأُلفة والمحبّة في المجتمع ، ولذلك أُمر النبي صلى الله عليه وسلم بأن يخفض جناحه للمؤمنين ، وليكون قدوة للعلماء وللأمة جمعاء
قال الله تعالى :{ لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة}. هذه الآية تدل على أنه يجب اتباع الرسول في ما أمر به ونهى عنه
وهذا موقفه صلي الله عليه وسلمفي غزوة الخندق
عن البراء بن عازب رضي الله عنهما قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم ينقل التراب يوم الخندق حتى أغبر بطنه يقول:
والله لولا الله ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا
فأنزلن سكينة علينا وثبت الأقدام إن لاقينا
إن الألى قد بغوا علينا إن أرادوا فتنة أبينا
ويرفع بها صوته: أبينا، أبينا)).
تواضع تكن كالنجم لاح لناظر **** على صفحات الماء وهو رفيع
ولا تك كالدخان يعلو بنفسـه **** إلى طبقات الجو وهو وضيـع
شكرآ أختي الكريمة سر السحاب علي هذا الموضوع القيم
بارك الله فيكي وجعله في ميزان حسناتك
تقبلي تحياتي
فارس
يا الله يا غاليتي سر السحاب على هذا العرض القيم
والذي يبكي القلوب قبل العيون لما يحمله من مميزات
سيد الخلق نبينا وحبيبنا محمد صلوات الله عليه وسلامه
فاين لنا من هذا نحن معشر المسلمين الذي اصبح شجع
المال وفقدان الاخلاق يجرفنا الى الانحراف والانحلال؟؟
نسأل الله تعالى ان نقتدي بهذا الكريم الفاضل االمكتمل
وبما وهبه الله تعالى من فضائل
جوزيت كل خير عزيزتي على هذا العرض الرائع
وجعله في ميزان حسناتك وفي انتظار جديدك
بالرغم من مكانته الكبيرة والمتميزة عند الله سبحانه وتعالى وبين سائر البشر الا انه كان سيد الخلق عليه افضل الصلاة والسلام في مكارم الاخلاق وارقى الصفات بل كان معلما وقائدا وقدوة في كل شيء
وها هو اليوم ومع هذا العرض الطيب نراه قدوة في التواضع
شكرا غاليتي سر السحاب على هذا العرض الكريم والسيرة العطرة لحبيب الامة وقائدها سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام