إن قواعد الإسلام وسلوك الأنبياء، ومنهج الصالحين من المؤمنين على وجوب العمل واكتساب المال من وجوه الحلال للإنفاق منه، والارتقاء به.
فبالمال يقتات الإنسان ويكتسي، ويربي عياله، ويصل رحمه، ويحفظ عرضه، ويصون دينه، ويزود عن وطنه، ويصطنع الرجال، ويستغني عن السؤال ويحيا عزيزاً كريماً، ويموت جليلاً حميداً.
ولهذا نجد أن الإسلام يحض على العمل، ويحث على السعي والكسب، ويأمر بالانتشار في الأرض للنيل من فضل الله والأكل من رزقه قال الله تعالى: )هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ ( (الملك: من الآية15)
وعن ابن عباس قال سمعت رسول الله يقول من أمسى كالا من عمل يديه أمسى مغفورا له".. وعن المقداد : عن النبي قال: "ما أكل أحد طعاما قط خيرا من أن يأكل من عمل يده، وإن نبي الله داوود عليه السلام كان يأكل من عمل يده".
ولقد ضرب الأنبياء عليهم السلام المثل في السعي والعمل، وكانت لهم حرف يرتزقون منها ومن أمثلة ذلك:
· كان آدم عليه السلام حراثا.
· وكان داود عليه السلام صانعا للزرد والدروع.
· وعمل موسى عليه السلام أجيرا عند الرجل الصالح في الرعي.
· وعمل رسولنا محمد عليه الصلاة والسلام في الرعي والتجارة.
واجبات العامل المسلم:
1) أن يكون قوياً أميناً: والقوة تتحقق بأن يكون عالماً بالعمل الذي يسند إليه وقادراً على القيام به، وأن يكون أميناً على ما تحت يده، قال الله تعالى: }إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ( القصص: 26.
والبلاء الذي ينزل بالأمة ينجم من فقد هذه الصفات، فالأعمال - وخاصة التي تتحكم في مصائر الشعب – تسند لذوي القربى والمحسوبيات ولو كانوا لا يعرفون شيئاً عن العمل، أو انعدمت عندهم الأمانة فيشقى الناس بهم .
2) إتقان العمل: فالإسلام يحض المسلمين على الإتقان في كل جوانب حياتهم وسائر أعمالهم، قال رسول الله : " إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه ".
فالعامل المخلص المتقن: هو ذلك الإنسان الحاذق لصنعته وحرفته والذي يقوم بما يسند إليه من أعمال ووظائف بإحكام وإجادة تامة، مع المراقبة الدائمة لله في عمله، وحرصه الكامل على نيل مرضاة الله من وراء عمله.
وهذا النوع من العمال والموظفين لا يحتاج إلى الرقابة البشرية؛ والبون شاسع بين من يعمل خوفا من إنسان، يغيب عنه أكثر مما يتواجد، وخداعه ما أيسره.. وبين آخر يعمل تحت رقابة من لا يغيب عنه لحظه، ومن لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء..
والمجتمعات الإسلامية في تعطش وظمأ لهذا النوع من العمال والموظفين المخلصين المتقنين لأعمالهم؛ لكي تنهض من كبوتها وتتقدم من تخلفها، وتصير كما كانت في سالف عهدها، خير أمة: (كنتم خير أمة أخرجت للناس…) . آل عمران: 110.
3) التوكل على الله: فالمسلم في سعيه يجب عليه أن يحسن التوكل على الله ثم يأخذ بالأسباب، فقد مر عمر بن الخطاب t بقوم. فقال: من أنتم؟ قالوا: المتوكلون، فقال: أنتم المتأكلون، إنما المتوكل رجل ألقى حبة في بطن الأرض وتوكل على ربه".
4- التجمل في طلب الرزق: والمسلم يمارس العمل في حكمة وأناة وتعفف وتجمل، ويوقن أن رزقه لن يفوته، قال رسول الله r: "..لا يستبطئن أحد منكم رزقه، فإن جبريل ألقى في روعي أن أحدا منكم لن يخرج من الدنيا حتى يستكمل رزقه، فاتقوا الله أيها الناس وأجملوا في الطلب، فإن استبطأ أحد منكم رزقه فلا يطلبه بمعصية الله، فإن الله لا ينال فضله بمعصيته".
من حقوق العامل في الإسلام:
وإذا كان الإسلام قد أوجب على العامل إتقان العمل والنصح فيه فإنه أعطى للعامل حقوقا تجعله يعيش حياة كريمة عزيزة.ومن هذه الحقوق:
· احترام العامل وحسن معاملته تنفيذا لأوامر الإسلام في الإحسان للناس قال الله تعالى: ﴿وقولوا للناس حسنا﴾ البقرة: 83.
· إعطاء العامل أجره كاملا غير منقوص وفق ما تم الاتفاق عليه فعن أبي هريرة t عن النبي r قال: " ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة: منهم: رجل استأجر أجيرا فاستوفى منه ولم يعطه أجره".
· الإسراع في دفع أجر العامل وعدم تأجيله مهما كانت الأسباب عن عبد الله بن عمر t قال: قال رسول الله r : "أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه".
· أن يكون أجر العامل عادلاً بحيث يوفر له الحياة الكريمة من الطعام والشراب والملبس والمسكن، قال رسول الله e: إخوانكم خولكم، جعلهم الله تحت أيديكم فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل وليلبسه مما يلبس.
· عدم تكليف العامل ما لا يطيق، وعدم إرهاقه بالأعمال الشاقة التي لا يقدر على إنفاذها. فإن فعلنا شيئا من ذلك أعناه بأنفسنا أو بغيرنا، قال رسول الله e: "ولا تكلفوهم ما يغلبهم فإن كلفتموهم فأعينوهم".
· الضمان الاجتماعي: فمن الحق لكل مواطن، تأمين راحته ومعيشته كائناً من كان، مادام مؤدياً لواجبه، أو عاجزاً عن هذا الأداء بسبب قهري لا يستطيع أن يتغلب عليه.
ولقد مر سيدنا عمر على يهودي يتكفف الناس، فزجره واستفسر عما حمله على السؤال، فلما تحقق من عجزه رجع على نفسه باللائمة وقال له: "ما أنصفناك يا هذا، أخذنا منك الجزية قوياً وأهملناك ضعيفاً، افرضوا له من بيت المال ما يكفيه". وهذا مع إشاعة روح الحب والتعاطف بين الناس جميعاً.
أيها المسلمون … أيها الناس أجمعون … هذا هو الإسلام العظيم الرحيم العادل
ما أعظم هذا الدين الذى يجعل حق العامل على صاحب العمل أن يمنحه من الأجر ما يمكنه من أن يكفي نفسه ومن يعول من الطعام والشراب والكساء، وأن يمكنه من العلاج، وتعليم أبنائه.. ولا يكون ذلك إلا بمراعاة العدل في توزيع عائد العمل.
الشركات بين التمصير و الخصخصة
من قبل كانت الدعوة إلى تمصير الشركات وإحلال رؤوس الأموال الوطنية محل رؤوس الأموال الأجنبية كلما أمكن ذلك وتخليص المرافق العامة - وهي أهم شيء للأمة - من يد الشركات الأجنبية التي تنعم بأرباحها ولا يصيب الجمهور الوطني ولا العامل الوطني منها إلا البؤس والشقاء والحرمان.
والآن الدعوة إلى خصخصة الشركات العامة وتيسير السبل وتذليل الصعاب للأجنبي ليتملك ما يشاء مع منحه كل التسهيلات في الوقت الذي توضع فيه كل العقبات لرأس المال الوطني أن ينافس، فنجم عن ذلك:
· طرد للعمالة الوطنية
· استجلاب عمالة أجنبية
· هروب رأس المال الوطني لفقده الأمن والأمان.
وإذا استمسك شخص حر شريف بوطنه، وآثر أن يسعى لرفعته، واستطاع أن يشيد شركة بعرقه يستوعب فيها مئات العمال، أو يقيم مصنعاً بكده يشغل فيه آلاف العاطلين، فإنه لا يعدم أن يجد من يصادر ماله ويغلق شركاته، ويزج به في السجن، بتهم من نسج خياله.
في حين نرى من يتاجرون بحياة المرضى بالدم الفاسد، ويبيعون المصانع الحكومية وشركات القطاع العام بالتواطؤ مع الأجانب بأبخس الأسعار.
تخبط وضياع:
أيها الراغبون في الخير لأوطانكم:
إننا لم نَسِرْ على نظام اقتصادي معروف لا نظرياً ولا عملياً، وأن هذا الغموض والارتجال قد أدَّّيا بنا إلى ضائقة أخذت بمخانق الناس جميعاً.
وليس الشأن أن نرتجل الحلول، ونواجه الظروف، بالمخدرات والمسكنات التي يكون لها من رد الفعل ما ينذر بأخطر العواقب.
ولكن المهم في أن ننظر إلى الأمور نظرة شاملة محيطة، وأن نردها إلى أصل ثابت تستند إليه، وترتكز عليه وليس ذلك الأمر إلا "النظام الإسلامي" الشامل الدقيق، وفيه خير السداد.
أيها الحكام تعالوا إلى الإصلاح الشامل
إن بين أيدينا النظام الكامل الذي يؤدى إلى الإصلاح الشامل في توجيهات الإسلام الحنيف، وما وضع من قواعد كلية أساسية .
لو علمناها وطبقناها تطبيقاً سليماً، لانحلت مشكلاتنا، وعرفنا كيف يرتفع مستوى المعيشة وتستريح كل الطبقات، ووجدنا أقرب الطرق إلى الحياة الطيبة
موضوع غاية في الأهمية يحمل في طياته الكثير
من النقط التي يجب إتباعها والعمل بها في
حياتنا ...فالعمل ركن جد مهم علينا إتقانه
والتفاني فيه بكل ما لدينا من قوة وصمود وعزيمة
تُشكر أخي يوسف تميم على هذا العرض القيم
وفي إنتظار الجديد والمفيد
يعطيك العافيه اخي يوسف تميم على هذا العرض القيم والتذكير الكبير لقيمة العمل واتقانه حسب ديننا الذي امرنا بالعمل بالنية والجهد الكبير حتى يكون المقابل حلالا
شكرا على هذا الاختيار الجميل
العمل معنىً من معاني الحياة الإنسانية، يتخذ منه الإنسان سبباً لرزقه ومظهراً للتعبير عن نشاطه وإسهامه في حركة الحياة، وهو يتسع في شموليته ليشمل كل ما يصدر عن الإنسان من فعل، ويضيق في خصوصيته ليقتصر على مهنة الإنسان التي يسهم بها في بناء مجتمعه، بحيث أنك لو سألت أحدهم قائلاً له ماذا تعمل ؟ لأجابك على الفور بنوع مهنته قائلاُ مثلاً: موظف أو معلم أو تاجر أو طبيب ..... إلى غير ذلك من المهن، وإذا كانت الأعمال تختلف في نوعيتها من شخص لآخر فالذي يعنينا في هذا الموضوع هو كيفية أداء هذه الأعمال ؟! هل هي على وجه الإتقان والإحسان أم على وجه التقصير والإهمال ؟!
إن شريعتنا الإسلامية من ضمن ما تأمرنا به، تأمرنا بإتقان العمل، وهي في حديثها عنه لا تجعله أمراً دنيوياً تبتغى منه منفعة عاجلة فحسب، بل تجعله أيضاً أمراً تعبدياً يتقرب به إلى الله تعالى، قال : " إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه " .
ولو دققت معي في ألفاظ الحديث الشريف لوجدت في قوله : " عملاً " هكذا من دون تعريف ولا تحديد لنوع العمل، إيحاء بأن الله تعالى يحب أن يكون الإتقان سلوكاً للمؤمن في كل أعماله، فهو يحسن القيام بمهنته وعباداته ومعاملاته وهذا ما تؤكده الأحاديث الشريفة الأخرى مثل قوله : "إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة، وليحدّ أحدكم شفرته وليرح ذبيحته" وقد أمرنا القرآن الكريم بالإحسان في قوله تعالى: إن الله يأمر بالعدل والإحسان ... النحل: 90 ، وقوله تعالى: وأحسنوا إن الله يحب المحسنين البقرة: 195 .
ومن المؤسف أننا نجد بعض المسلمين يهملون العمل بهذه الوصية، مستهينين بمعناها وأثرها في رقي المجتمع وسعادته، حجتهم في ذلك الربط بين إتقان العمل والمقابل المادي، يتحينون فرصة غياب الرقابة الإدارية لإبداء التقصير والتهاون في أداء الواجبات، يرهقون المواطن البسيط بإبداء الإهمال في خدمته، معتقدين خطأً أن لا حرج عليهم ولا تثريب، ولو دقق هؤلاء الغير متقنين لأعمالهم لأدركوا أن غياب الإتقان والإحسان في العمل يؤثر على هؤلاء الأشخاص أنفسهم قبل غيرهم، فكم كان إتقان العمل سبباً في ارتقاء الموظف في وظيفته، أو إكساب الطبيب أو المعلم سمعة طيبة بين الناس، ولا زال بعض الصنّاع يتقنون صناعتهم حتى حصلت على إقبال الناس وثنائهم في بلدهم ثم خارجها، فلا يستطيع أحد أن ينكر أن بعض الصناعات قد حصلت على شهرة عالمية، حيث يقبل الناس عليها حيثما بيعت، ويهونون في سبيلها أموالهم وهم مرتاحون وما ذلك إلا لجودة الصناعة والإتقان، هذا إذا كنا لا ننظر إلا إلى المنفعة العاجلة .
نرجو من الله ان يعيننا وان يساعدنا حتى نغير ما بانفسنا من اجل اتقان العمل واتقان كل ما امرنا به
ويبقى العمل عبادة وكما قال رسولنا الكريم عليه افضل الصلاة والسلام : ( إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه )
شكرا اخي يوسف تميم على هذه التذكرة الطيبة بخصوص العمل واتقانه حتى نساهم في بناء المجمتع ويكون لنا بذلك كيان وحضور ثم من اجل ان نحلل لقمة العيش واخيرا من اجل هدف نبيل نعيش من اجله على ان يكون هذا العمل عملا شريفا .
العمل عبادة وكرامة للانسان يضمن له حقه في الحياة ولقمة العيش
ولهذا علينا ان نتمه على اكمل وجه كما امرنا الله ورسولنا عليه افضل الصلوات والسلام ونتقنه كما قال سيدنا محمد بالمعنى رحم الله من عمل عملا واتقنه
شكرا اخي يوسف تميم على هذه التذكرة القيمة بالعمل واتقانه فهو ايضا جهاد في الدنيا