غالبية الناس يذهبون إلى الشاطئ للاستمتاع بمياه البحر المالحة المنعشة، والسباحة بعكس أمواج البحر.. إلّا سكّان جزيرة كيوشو اليابانية.. فهم يذهبون من أجل الرمال.
يشتهر هذا الشاطئ في جزيرة كيوشو اليابانية بطقوس تسمى"سونا موشي" والتي هي عبارة عن حمام رملي.
لماذا يدفن اليابانيون أنفسهم في الرمال وهم أحياء؟
ويعتبر الرمل الأسود دافئ الملمس، ومهدئ للبشرة، بحسب الأشخاص الذين يشاركون في هذه الطقوس.
حتى رئيس الوزراء الياباني السابق، جونيتشيرو كويزومي، يستمتع في حمام الرمالـ إذ يظهر في هذه الصورة مسترخياً تحت رمال إبوسوكي في العام 2004.
يمتد شاطئ إبوسوكي على الطرف الجنوبي من شبه جزيرة ساتسوما، والتي هي منطقة تشتهر بنشاطاتها البركانية.
وتعتبر رمال شاطئ إبوسوكي على جزيرة كيوشو، غنية بالمعادن المفيدة المزودة من الينابيع البركانية الحارة الممتدة على الساحل. كما أنها توفر أيضاً إحساساً مريحاً وملمساً ناعماً ودافئاً للأشخاص الذي يسافرون ويقطعون مسافات عدة من أجل "دفن" أنفسهم تحت الرمال، في طقوس يابانية تقليدية تسمى "سونا ماشي."
وتوفر المنتجعات المحيطة بالشاطئ عاملين لمساعدة زوّار الرمال على دفن أنفسهم، كما توفر لهم أيضاً مظلات ومناشف لحماية أنفسهم من أشعة الشمس، أثناء غمر أجسادهم بالرمال السوداء الشافية.
نحتوي الرمال السوداء على معادن من الينابيع الساخنة البركانية التي تتصل بالساحل.
توفر العديد من المنتجعات الصحية المجاورة "أجنحة" مظللة ومناشف من أجل استمتاع الضيوف وحماية وجوههم من أشعة الشمس.
تقع الشواطئ الرملية بالقرب من جبل كايمونداكي، الذي يطلق عليها اسم "جبل فوجي في ساتسوما" بسبب شكله المشابه لجبل فوجي الأصلي.
يقوم عمّال المنتجعات الصحية بـ"دفن" الضيوف تحت الرمال، ووضع مناشف حول أعناقهم من أجل الراحة. كما يُنصح بالجلوس تحت الرمل لمدة تترواح ما بين 10 و20 دقيقة، من أجل استنشاق أكبر قدر من الطاقة الحرارية الأرضية لتشغيل الغدد العرقية التي تتدفق لتمحو السموم من الجسم.
ويسافر اليابانيون منذ أكثر من 300 عام إلى ساحل إبوسوكي بحثاً عن علاج طبيعي لأمراض عدة، بما فيها الروماتيزم، وآلام الظهر، وشلل ما بعد السكتة الدماغية، والبواسير، والربو، والسكري، واضطرابات الدورة الشهرية، والعقم، وفقر الدم، والإمساك، والسمنة.
وتتراوح درجة حرارة الرمال بين 50 و55 درجة مئوية، ما يضطر الزوّار إلى ارتداء الكيمونو الياباني التقليدي، الذي يسمح قماشه الرقيق بوصول البخار البركاني إلى الجسم، والجلوس لمدة لا تتخط 20 دقيقة، من أجل تجنب الحروق التي يمكن لحرارة الرمال أن تسببها.
يقع على جبل كايمونداكي بركان، يمكن للزوار التنزه إلى أعلاه على مسافة 924 متر فوق سطح الأرض. ورغم أن البركان تفجر آخر مرة في القرن التاسع، إلّا أنه لا يزال يُعتبر بركان نشط.
وقد تطورت علاجات جلسات الـ"سونا موشي" في العصر الحديث، لتتضمن العلاجات التجميلية، حتى أصبحت الرمال وسيلة لترطيب الجلد والبشرة، وذلك بسبب حمض الميتاسيليسيك وأيونات الكالسيوم الموجودة في الرمال.